بالأمس قرأت خبرا يتحدث عن انتقال لاعب كرة قدم مغمور من فريقه الشمالي المتذيل للترتيب إلى أحد الأندية العريقة بالعاصمة، مقابل أربعة ملايين ريال وفيلا فاخرة وسيارة فارهة، حدثت هذه الصفقة مع لاعب (لم أسمع به من قبل) تاركة لخيالي الثائر حينها محاولة تقدير الملايين التي كانت ستعقد بها الصفقة فيما لو كان اللاعب نجما محليا أو لاعبا دوليا، حدثت هذه الصفقة في الوقت الذي يجري فيه أبناؤنا الطلبة اختباراتهم النصفية، لتعود بي الذاكرة إلى الوراء سنوات مضت حين كان الآباء يرددون على مسامع أبنائهم طوال أيام الدراسة في الشوارع والساحات والملاعب الترابية مقولـة (يا أولادي الله يهديكم.. لا تغركم الكورة عن الدراسة)!؟
لم تكن هذه الأخبار الرياضية التي نسمع بها مع حلول موسم الانتقالات الشتوية، وحدها من يجعل الكثيرين منا يتحسرون على اهتمامهم بالدراسة أكثر من اهتمامهم بهوايتهم المفضلة كرة القدم، فهناك فروق كبيرة وبون واسع بين ما يعانيه المجتمع في الحياة العامة وبين ما يراه مطبقا ومعمولا به في هذه اللعبة الجماهيرية!!
مما نراه يا سادة: تلك الأنظمة العديدة التي تحكم هذه اللعبة مثل النظام الأساسي للاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية واللائحة الأساسية الموحدة للأندية ولائحة الاحتراف ولائحة الانضباط ولائحة وكلاء اللاعبين ولائحة التحكيم، وهي أنظمة ليست على الورق فقط ولا تترك على الرف أبدا، أنظمة الكل يعرف أحكامها ويندر أن تجد شخصا يدعي الجهل بنصوصها، أنظمة واضحة لا تحتاج لاجتهاد أو قياس ولا تخضع لهوى أحد من الناس، أنظمة تطبق بالنص على الصغير والكبير، ولا يتطلب الفصل في قضاياها تلك السنوات الطويلة بين الجهات القضائية وإنما تنظرها لجان مختصة مثل لجنة فض المنازعات الرياضية وتصدر قراراتها خلال أيام أو أسابيع قليلة!!
مما نراه يا سادة: أن الموظف (عفوا أقصد اللاعب) الذي يقوم بكل شيء من مواظبة في التمارين ورفع مستوى اللياقة وتنفيذ الخطة واللعب بروح وحماس وصناعة وتسجيل الأهداف، هو في الأخير من يحصد النجاح والمال والشهرة دون أن يستأثر بها لوحده ذلك المدير الذي لا يفعل شيئا سوى الجلوس على كرسيه متربعا أمام الشاشة يراقب مؤشر سوق الأسهم وينجز صفقاته الخاصة، مما نراه يا سادة : تلك المساحة الهائلة من الحرية للإعلام الرياضي لدرجة قد يصل فيها النقد لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أو للجان الرسمية المشكلة دون أن يتعرض المنتقد للإقصاء الفاضح أو محاولة حجب الآراء أو فرض عقوبة مالية لإسكاته!!
مما نراه يا سادة: أن جمهور المنتخب أو النادي كلمته مسموعة ويمكنه أن يصنع الفارق ويكون جزءا من التغيير حين يسهم بعد كل إخفاق في إعفاء الرئيس أو الجهاز الإداري أو المدرب على أقل تقدير، فهل لنا بعد هذا كله أن نكذب واقعنا ونغير من قناعاتنا ونعيد على أبنائنا تلك العبارة التي لطالما سمعناها من آبائنا، خاصة وأنه بإمكان كل منهم اليوم إقفال غرفته عليه وممارسة هوايته المفضلة كرة القدم مع أصحابه (أون لاين) عبر البلايستيشن أو الإكس بوكس، وحتى لو فتحنا الباب وعرفنا حقيقة ما يمارسونه هذه الأيام، فإن ألسنتنا حتما ستتلعثم وسنصدح بما في قلوبنا قائلين (يا أولادي الله يهديكم.. لا تغركم الدراسة عن الكورة)!؟
لم تكن هذه الأخبار الرياضية التي نسمع بها مع حلول موسم الانتقالات الشتوية، وحدها من يجعل الكثيرين منا يتحسرون على اهتمامهم بالدراسة أكثر من اهتمامهم بهوايتهم المفضلة كرة القدم، فهناك فروق كبيرة وبون واسع بين ما يعانيه المجتمع في الحياة العامة وبين ما يراه مطبقا ومعمولا به في هذه اللعبة الجماهيرية!!
مما نراه يا سادة: تلك الأنظمة العديدة التي تحكم هذه اللعبة مثل النظام الأساسي للاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية واللائحة الأساسية الموحدة للأندية ولائحة الاحتراف ولائحة الانضباط ولائحة وكلاء اللاعبين ولائحة التحكيم، وهي أنظمة ليست على الورق فقط ولا تترك على الرف أبدا، أنظمة الكل يعرف أحكامها ويندر أن تجد شخصا يدعي الجهل بنصوصها، أنظمة واضحة لا تحتاج لاجتهاد أو قياس ولا تخضع لهوى أحد من الناس، أنظمة تطبق بالنص على الصغير والكبير، ولا يتطلب الفصل في قضاياها تلك السنوات الطويلة بين الجهات القضائية وإنما تنظرها لجان مختصة مثل لجنة فض المنازعات الرياضية وتصدر قراراتها خلال أيام أو أسابيع قليلة!!
مما نراه يا سادة: أن الموظف (عفوا أقصد اللاعب) الذي يقوم بكل شيء من مواظبة في التمارين ورفع مستوى اللياقة وتنفيذ الخطة واللعب بروح وحماس وصناعة وتسجيل الأهداف، هو في الأخير من يحصد النجاح والمال والشهرة دون أن يستأثر بها لوحده ذلك المدير الذي لا يفعل شيئا سوى الجلوس على كرسيه متربعا أمام الشاشة يراقب مؤشر سوق الأسهم وينجز صفقاته الخاصة، مما نراه يا سادة : تلك المساحة الهائلة من الحرية للإعلام الرياضي لدرجة قد يصل فيها النقد لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أو للجان الرسمية المشكلة دون أن يتعرض المنتقد للإقصاء الفاضح أو محاولة حجب الآراء أو فرض عقوبة مالية لإسكاته!!
مما نراه يا سادة: أن جمهور المنتخب أو النادي كلمته مسموعة ويمكنه أن يصنع الفارق ويكون جزءا من التغيير حين يسهم بعد كل إخفاق في إعفاء الرئيس أو الجهاز الإداري أو المدرب على أقل تقدير، فهل لنا بعد هذا كله أن نكذب واقعنا ونغير من قناعاتنا ونعيد على أبنائنا تلك العبارة التي لطالما سمعناها من آبائنا، خاصة وأنه بإمكان كل منهم اليوم إقفال غرفته عليه وممارسة هوايته المفضلة كرة القدم مع أصحابه (أون لاين) عبر البلايستيشن أو الإكس بوكس، وحتى لو فتحنا الباب وعرفنا حقيقة ما يمارسونه هذه الأيام، فإن ألسنتنا حتما ستتلعثم وسنصدح بما في قلوبنا قائلين (يا أولادي الله يهديكم.. لا تغركم الدراسة عن الكورة)!؟